سلسلة أمهات المؤمنين/ زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 

 سلسلة أمهات المؤمنين/ زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 

إنها أم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها  “أم المساكين” كما كانت تلقب

اسمها: زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليـة .

 أم المؤمنين و زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت أخت أم المؤمنيـن ( ميمونة بنت الحارث ) لأمها ، ولِدَت قبل البعثـة في مكة بثلاث عشرة سنة تقريباً ، وكانت تدعى في الجاهلية ( أم المساكين ) وذلك لطيبتها وكرمها وعطفها الشديد على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم (أم المساكين )

سمعت رضي الله عنها بالإسلام فأسرعت بالدخول فيه ولم تتردد ، وقد اختلفوا فيمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل إنها كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه فطلقها ، فتزوجها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه فقتل عنها يوم بدر شهيدا 

وقيل- وهو أقرب الأقوال في زواجها والأرجح- أنها كانت زوجة للصحابي عبد الله بن جحش رضي الله عنه ، فاستشهد في أحد وتزوجها بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم 

وكان للسيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها دَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم 

وفي غزوة أحد توفى عنها زوجها عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بترمُّلها، فرقَّ لحالها ،وأرسل اليها بعد انقضاء عدتها يخطبها الى نفسه ،وما أن يصل الخبر الى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها ،حتى تمتلئ نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها ، فهي ستكون إحدى زوجاته عليه أفضل الصلاة والسلام وإحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن 

واختلف فيمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ،فذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه ، فتزوجها وأصدقها  أربعمائة درهم ، وأَوْلَمَ عليها جزوراً ، وقيل إن عمّها قبيصة بن عمرو الهلالي هو الذي تولّى زواجها .

 

 وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بالسيدة حفصة وقبل زواجه بالسيدة أم سلمة رضي الله عنهما ، فلم يمض على دخول السيدة حفصة رضي الله عنها بيت النبوة وقت قصير حتى دخلته السيدة زينب رضي الله عنها فكانت بذلك خامسة أمهات المؤمنين.

وعاشت رضي الله عنها في رحاب بيت النبوة ملازمة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتعلم منه وتنهل من علمه ورحمته فتزداد ايمانا يوما بعد يوم ، ولم تذكر المصادر التي ترجمت سيرتها إلا القليل من أخبارها ، خصوصاً ما يتناول علاقاتها ببقية زوجاته عليه الصلاة والسلام ، ولعل مردّ ذلك إلى قصر مدة إقامتها في بيت النبوة .

والقدر المهم الذي حفظته لنا كتب السير والتاريخ ، هو ذكر ما حباها الله من نفس مؤمنة ، امتلأت شغفاً وحبّاً بما عند الله من نعيم الآخرة ، فكان من الطبيعي أن تصرف اهتماماتها عن الدنيا لتعمر آخرتها بأعمال البر والصدقة ، حيث لم تألُ جهداً في رعاية الأيتام والأرامل وتعهّدهم ، وتفقّد شؤونهم والإحسان إليهم ، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل ، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين ، وخير شاهد على ذلك ، وصفها بـ” أم المساكين ”  ، حتى أصبح هذا الوصف ملازما لها إلى يوم الدين

ولم تمكث رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً ، فما هي إلا شهور قليلة حتى توفاها الله عز وجل ، ففي بعض الروايات أنها لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت ، وفي روايات أخرى أنها أقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع للهجرة

والراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر “الواقدي” ونقل “ابن حجر” في الإصابة.

 وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، وفازت بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ودعائه لها ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. و كانت ثاني زوجاته وفاة في حياته صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ، ولم يمت في حياته إلا السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة أم المساكين رضي الله عنهن جميعا.

You May Also Like